مع الإنتشار الكبير الذي حققته الأجهزة الذكية من حواسيب لوحية وهواتف ذكية شهدت سوقٌ أخرى نجاحاً كبيراً لا يقل أهميةً، هي سوق الألعاب المجانية على الإنترنت. فقدت شهدت بعض من هذه الأعمال نجاحاً يفوق التصور إلى حد إدراجها في البورصات العالمية، مثل لعبة كاندي كراش في بورصة لندن.
عامل آخر كان مساعداً هو وجود متاجر خاصة للتطبيقات ذات التصنيف الترفيهي. فهذه المتاجر أتاحت الفرصة للمطورين من مختلف أنحاء العالم في طرح أعمالهم على المستخدمين مجاناً أو بأسعار زهيدة، فإذا حققت اللعبة أو التطبيق النجاح المرجو سيكون المطور قد أصاب الهدف وحقق مبتغاه. هذا النجاح يأتي من إيرادات الإعلانات التي تظهر على اللعبة أثناء التفعيل، أو من خلال إضافات بسيطة وشيقة للعبة مقابل مبالغ قليلة ولكنها تصبح أرقاماً خيالية إذا كان عدد المستخدمين بالملايين.
حقيقة الربح من التقنية الرقمية لا يعتمد فقط على هذه الطريقة، اليوم توجد أساليب وفرص كثير لربح المال من خلال الإنترنت والهواتف الذكية. إحدى تلك الطرق هي إنتاج ألعاب وطرحها في الأسواق، الطريقة الأخرى هي كمستخدم للشبكة العنكبوتية، فالعديد من شركات الألعاب تمنح مبالغ مالية لمستخدميها أثناء التجارب أو في حال العثور على ثغرات. ألعاب تمنح الفائزين قسائم شرائية في حال تخطي مستويات معينة. ألعاب تمنح رصيد مدفوع للمشاركة، وبالتالي يمكن كسب أرباح أكثر مع اللعب كمواقع الكازينو أونلاين، ومواقع الروابط للمتاجر الإلكترونية العالمية مثل أمازون، و علي بابا. نعم فمن خلال الشبكة العنكبوتية يمكن إيجاد الكثير من الفرص.
انتشار Candy Crush وأسباب الشهرة التي حققتها
هناك العشرات من الأسباب التي جعلت لعبة Candy Crush ظاهرة، فاللعبة تركز بشكل أساسي على جوانب نفسيه، سواءً شعور التحدي بأن عليك الفوز والتفوق على أقرانك، أو التعلق بالألوان والأصوات والمؤثرات الطريفة. كذلك قامت الشركة المنتجة بالدعاية المكثفة لها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين. غير ذلك هناك عدد من العوامل التي لا علاقة لها بفكرة اللعبة، التي تم استخدامها واستهلاكها في عشرات بل مئات الألعاب المنافسة.
الاهتمام بالتفاصيل: بتحسين شكل كل عنصر من عناصر اللعبة، الألوان زاهية ومبهرة وجذابة جداً، العبارات المشجعة التي تظهر عند تدمير عدد كبير من الحلوى، الأصوات في اللعبة عند دمج حلوتين سحريتين معاً أو عند القيام بأي مهمة جميلة، كل زر وكل عنصر من عناصر اللعبة تم الاعتناء به ليكون جميل المنظر.
الصعوبة الذكية: عند لعب كاندي كراش للمرة الأولى تجدها سهلة في البداية وتشعر بالمتعة، وبعد عدد من المستويات السهلة تفاجئ بمستوى آخر صعب يكسر متعة عبور المستويات بشكل سريع مما يشعرك بالتحدي لتخطيه، وبعد هذا المستوى الصعب لا تجد مستوىً آخر صعب بل تجد المستويات السهلة تعود مرة أخرى وذلك لن يدفع الكثيرين إلى التوقف عن اللعب.
تحدي متنوع: رغم أن طريقة اللعبة واحدة وهى سحب الحلوى في الاتجاهات الأربع لكن مصمموا اللعبة سعوا أن يكون كل مكان في رحلتنا في اللعبة يوجد فيه تحدي مختلفة، ثلج يحتاج أكثر من محاولة لتكسيره، الشيكولاته الشريرة التي تغزو اللعبة، حلوى لا تتدمر، قنابل موقوته عليك تدميرها وإلا ستخسر وهكذا.
أنت تقوم بالدعايا: إذا فشلت في تخطي المستوى ماذا تفعل؟ تفتح آخر ثم آخر حتى تنتهي عدد المحاولات التي لديك، وهنا عليك القيام بأمر من ثلاث، إما دفع الأموال، أو الانتظار حتى تحصل تلقائياً على محاولة جديدة، والحل الثالث هو أن تطلب من صديق لك أن يرسل له محاولة، فماذا إن لم يكن لديك أصدقاء يلعبون اللعبة؟ هنا ستقوم أنت بالدعايا وتطلب من صديق لك أن يحملها على جهازه أو يفتحها من الفيس بوك، إذا فاللعبة تجبرك أن تقوم بالدعايا لها "مجاناً". إجتماعية بإمتياز: لعبة كاندي كراش بدأت في الفيس بوك ثم انتشرت على الأجهزة الذكية، وهى تعد حقاً لعبة اجتماعية حيث تطلب المساعدات من أصدقاءك، وإذا تمكنت من تخطي رقم صديق فتقوم اللعبة باقتراح أن تنشر على صفحته أنك هزمته مما قد يدفع الآخر لفتح اللعبة واللعب مرة أخرى ليتخطاك لينشر على صفحتك كما فعلت أنت.
الأرباح والتفوق في الأسواق
تمكنت لعبة Candy Crush من اجتياح الهواتف المحمولة بشكل رهيب. فقد انتشرت في كل مكان واصبحت حديث الساعة. ورغم انها لعبة مجانية، الا انها، وكغيرها من الألعاب "المجانية"، تقدم امتيازات وخيارات صغيرة تتمثل بحركات اضافية و"حلوى خاصة" و"ارواح" جديدة مقابل مبالغ اضافية بسيطة. ولكن بتلك المبالغ البسيطة استطاعت اللعبة ان تحصد ارباح بلغت ٦٣٣٠٠٠ دولار في اليوم الواحد، بالإضافة إلى أكثر من ٦ مليون مستخدم فعال، حسبما أفادت التقارير الأخيرة من Application Data. ومن المذهل حقاً أن هذه الأرقام هي لمستخدمي الفيسبوك فقط، دون احتساب مستخدمي اللعبة على الهواتف المحمولة.
إرسال تعليق