GuidePedia

0
الدقة الهوارية من التراث المغربي الأصيل بـ فيديو:
الدقة الهوارية

تتموقع قبيلة هوارة في الجنوب الشرقي لمدينة أكادير تمتد على حوض سوس ماسة يحدها شمالا قبيلتي إداوزيكي و إداوزال
شرقا أولاد يحيى، جنوبا قبيلتي سندالة وإداومنوا أما غربا فنجد كسيمة مسكينة.

ونظرا لاختلاف مكونات المجتمع الهواري فهناك مزيج من
( أمازيغ ، عرب ) فقد نتج عن هذا المزج بين الثقافتين مجموعة من المظاهر التراثية بالمنطقة التي تعبر بشكل عام عن ماضي هذه القبيلة ومحاولة الحفاظ عن الهوية و الدفاع عن الخاصية المحلية
 والرمزية الثقافية و نشر إشعاعها الثقافي و الفني كباقي القبائل .
ومن أبرز المظاهر التراثية التي تختزنها الذاكرة الشعبية لقبيلة هوارة نخص بالذكر الدقة الهوارية التي تنفرد بها المنطقة و هذا ما يدفعنا للتساؤل حول جذور هذه الظاهرة وأهم مكوناتها و مراحل تكوينها ؟

أصل الدقة الهوارية حسب بعض الرويات ترجع الى :

الرواية الأولى:
يحكى أنه في إحدى القرى بمنطقة هوارة كانة هناك أفعى بأحد الحقول ترهب سكان القرية، فاضطروا إلى البحث عن السبل والطرق للقضاء عليها، فقاموا بإحضار مروض الأفاعي أو مايصطلح عليه "عيساوي" ليتخلص منها بواسطة العزف على المزمار و خلال تمويهه للأفعى أبدت عدة حركات و تموجات تشبه الرقص تماشيا مع العزف مما سهل على العيساوي الانقضاض على رأسها و قتلها. وكتعبير عن خلاص السكان من الأفعى حاولوا تقليدها في رقصهم حيث استلهموا رقصتهم من هذه الواقعة فظلت راسخة في الأذهان .

الرواية الثانية :
يحكى أن أهل أو سكان القبيلة بعد الانتهاء من الموسم الفلاحي يقومون بـ" النزاهة" في مكان عام إذ تمر بجانبهم غزال و هي تجري برشاقة فصمموا رقصتهم على هذا الشكل و المنوال .

تتكون الدقة الهوارية أو الرقصة الهوارية من :

أولاً الحران :

هي رقصة نسائية، لكن حسب ما هو متداول فهي رقصة تجمع بين النساء والرجال علي حد سواء تعتمد على  الضرب بالأكف و الأرجل أكثر مما تعتمد على الآلات الموسيقية .

ثانياً الوناسة :

وهذا النوع يتم على عكس الحران بالاعتماد على بعض الآلات الخاصة مثل الطارة أكوال " و الناقوس "  و الدعدوع كما ثم ادخال بعض الالات الموسيقية الحديثة وكذلك اختلاف رقص النساء مع الرجال فالنساء يتميز رقصهم بالهدوء فيما يتميز رقص الرجال بالخفة و السرعة و تمر الوناسة من عدة مراحل منها :

1- سيدي ضيافين الله : يتم فيها التسليم على الحاضرين كقول " واحنا جينا لا تكولوا ما جينا يا لالة و كذلك لطلب الضيافة من أهل البيت وذلك بقولهم مثلا " واحنا جينا مسلمين و على رب ضيافين الله "
2- اللغطة : يكون خلالها الرقص و الغناء سريعان يقول آه آه آه و تنتهي بالناقوس وعلى نغماته يقفز الرئيس الفرقة  و الشيخة بالتوالي .
3- مرحلة الأداء : خلال هذه المرحلة يلقي الرئيس عدة أشعار و تسمى كذلك بحمادة وفي هذه الأثناء يستمع الجمهور بتمعن شديد ثم بعد ذلك يخرج من الصف شخصان الأول يحمل الطارة و الأخر أكوال و ثلاثة الونايسية و يسمون بالكرارة ( سمو بذلك لاعترافهم لما بأنفسهم) وذلك من أجل ترديد ما يلقيه الرئيس .

4- التقطيعة : عبارة عن إشارة يفهمها الشدادة فيقفون عن الترديد .
5- الركزة : يعود الكرارة إلى أماكنهم ليستمر الرئيس و الشيخة في الرقص مع خروج شخص آخر يمتاز بالرشاقة و الخفة و هذه المرحلة تتميز بالرقص أكثر من الأداء القصائدي و هي الأخرى تنتهي بالتقطيعة .


6- الكلبة : استمرار لمرحلة الركزة حيث يكون الكل يرقص ليبرز عن البراعة في الرقص .
و تختتم الرقصة باتجاه الفرقة برئاسة الرئيس و الشيخة نحو الجمهور الحاضر.

ونستنتج مما سبق تمكن الهواريون من إبتكار رقصة خاصة بهم تعبر عن انشغالاتهم وحياتهم اليومية إلا أن هذه الرقصة رغم تنوعها عرفت شبه انقراض لرقصة الحران مع استمرار رقصة الوناسة التي لازالت صامدة رغم التحولات التي عرفها المجتمع الهواري  والمغربي عموماً.

ونظرا للامبالاة التي يتعرض لها هذا التراث فإنه على وشك الاضمحلال و النسيان خاصة و أن الجيل المعاصر لم يعد يقبل على هذا النوع من الموسيقى و في هذا الصدد لابد من إيجاد حل بديل للمحافظة على الدقة الهوارية . ولما لا تطويرها كي تساير آآمال شباب اليوم. بالرغم من المنافسة الشرسة من الأنواع الموسيقية المعاصرة.

فيديو الدقة الهوارية:


إرسال تعليق

 
Top